"بي.بي.سي."تجامل أفارقة أوروبا وتتجاهل العرب

أثارت اختيارات الصحفيين الأفارقة علامات التعجب حول الجائزة التي تمنحها هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي." لأفضل لاعب أفريقي لعام 2007.
بدا أن هناك مجاملات لنجوم أفريقيا المحترفين في الأندية الإنجليزية والإسبانية، بعد اختيارهم الإيفواري ديدييه دروغبا والغاني مايكل إيسين والمالي فريدريك كانوتيه والتوغولي إيمانويل أديبايور والكاميروني صامويل إيتو، في الوقت الذي لم يحقق الأخيران أية بطولات في الموسم الماضي.
وتساءل المتابعون للكرة الأفريقية عن سبب عدم وجود لاعب شارك في منافسات بطولات الأندية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي على الرغم من تألق العديد منهم.

معايير غريبة
لا يختلف أحد على موهبة إيتو لاعب برشلونة الإسباني؛ الذي فاز معه بلقب دوري الأبطال الأوروبي عام 2006، وساهم في استعادة بطولة الدوري المحلي لمرتين متتاليتين عامي 2005 و2006، بعد غياب خمسة مواسم عن منصة التتويج.
إلا أن الإصابات الكثيرة التي لحقت بالكاميروني مع نهاية العام الماضي، وعاودته من جديد مع انطلاق الموسم الجاري حتى وقتنا الحالي، أبعدته كثيرا عن المشاركة بشكل أساس في المباريات، ومع ذلك تم ضمه لقائمة المرشحين لجائزة الأفضل في القارة السمراء بحجة أنه لعب دورا كبيرا في مكافحة العنصرية داخل الملاعب، بجانب اختياره ليكون وجهة كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا عام 2010.
بدوره فإن إيسين الفائز بالجائزة العام الماضي ولاعب تشيلسي الإنجليزي، يرجع ترشيحه الى تجديد تعاقده مع ناديه لمدة خمس سنوات، بسبب التطور الكبير الذي طرأ على أدائه الذي جعل مدرب منتخب بلاده يصفه بأنه لاعب قادم من كوكب آخر لما يملكه من مهارات فريدة.
أما مواطنه وزميله في نفس النادي دروغبا فقد تم اختياره بناء على الهدف القاتل الذي أحرزه في مرمى مانشستر يونايتد في نهائي كأس إنجلترا موسم 2006/2007؛ مما تسبب في فوز الزرق بالبطولة على حساب الشياطين الحمر.
ولأنه سجل العديد من الأهداف الحيوية لصالح سيفيليا الإسباني تم ترشيح كانوتيه للجائزة السنوية، خصوصا بعد مساعدة ناديه في الاحتفاظ بكأس الاتحاد الأوروبي للمرة الثانية على التوالي عامي 2006 و2007، ومساهمته في تأهل منتخب بلاده إلى بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في غانا عام 2008.
ويعود اختيار اللاعب الأخير أديبايور إلى إحرازه سبعة أهداف خلال ثلاثة شهور مع ناديه أرسنال الإنجليزي، وملء الفراغ الذي أحدثه رحيل الفرنسي تيري هنري، واعتبر البعض ذلك سببا كافيا لوجوده في قائمة المرشحين المعلنة من قبل "بي.بي.سي".
وبالنظر إلى الإنجازات التي حققها اللاعبون الخمسة مع فرقهم ومنتخباتهم لن نجد سوى كانوتيه؛ الذي فاز ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 2007، فيما حصل إيسين ودروغبا لاعبا تشيلسي على لقب كأس إنجلترا في نفس العام، بينما لم يحقق كل من إيتو وأديبايور أية بطولة سواء لناديهما أو لمنتخبي بلادهما.

تجاهل
يأتي ذلك في وقت تجاهل فيه المسئولون عن الجائزة ترشيح أي لاعب شارك في بطولات أندية القارة السمراء، سواء كانوا عربا أو من جنسيات أفريقية أخرى نجحوا في البروز بشكل كبير خلال تلك البطولات، وجذبوا اهتمامات بعض الأندية الأوروبية الراغبة في ضمهم ضمن صفوفها.
فعلى سبيل المثال لم يتم ترشيح أي لاعب من نادي النجم الساحلي التونسي حامل لقب دوري الأبطال الأفريقي في نسختها الأخيرة، خصوصا أمين الشرميطي وصابر بن فرج أبرز لاعبي الفريق، وقد لعبا دورا كبيرا في الحصول على اللقب الأفريقي لأول مرة في تاريخ النادي، والوصول لكأس العالم للأندية في اليابان.
كما لم يتم ترشيح أي لاعب من الصفاقسي التونسي بطل كأس الاتحاد الأفريقي لهذا العام.
وكان قد تم ترشيح لاعبين من الأهلي خلال العامين الماضيين، عندما حصل الفريق على الدوري الأفريقي مرتين متتاليتين، وحصل محمد بركات على الجائزة لعام 2005، وحل أبو تريكة ثانيا عام 2006 بعد إيسين صاحب المركز الأول.
كذلك لم يتم ترشيح النيجيري جودوين إندبيسي مهاجم الهلال السوداني، رغم لعبه دورا كبيرا في وصول فريقه إلى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا قبل أن يخرج لخسارته أمام النجم التونسي، هذا بجانب الكونغولي مابي موبوتو لاعب نادي مازيمبي، والذي يعتبر هداف دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد برصيد 20 هدفا، وهو ما جعل أرسنال يطلب اختباره تمهيدا لضمه. كما لم يرشح الصحفيون المصري أحمد حسن لاعب أندرلخت البلجيكي، وقد قاد فريقه للفوز بالدوري في الموسم الماضي.